في عالم الأساطير الصينية واليابانية، يعتبر “باكو” كائنًا أسطوريًا شهيرًا يعرف بـ”آكل الأحلام”.
هذا المخلوق يمتلك قدرة خاصة على تناول الكوابيس، مما يتيح للنائمين النوم بسلام، ومع ذلك، يُحذر من استدعاء باكو دون حذر، حيث يقال إنه إذا لم يشبع بعد تناول الكابوس، فقد يبدأ في التهام آمال وأحلام الشخص أيضًا.
أصل أسطورة باكو
تعود حكايات تناول باكو للكوابيس إلى الفولكلور الصيني.
في الأساطير الصينية، كان هناك تقليد لصنع وحوش هجينة من أجزاء عدة حيوانات.
مثال على ذلك، “مو” هو وحش خيالي يتكون من مخالب النمر، وذيل البقرة، وعيون وحيد القرن، وجذع الفيل.
شاع الشاعر الصيني في القرن التاسع، باي جو يي، فكرة أن رسم هذا الوحش يمكن أن يبعد الأمراض والأرواح الشريرة.
ظهور باكو في اليابان
فيما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ظهرت الأساطير التي تحكي عن باكو في اليابان خلال فترة موروماتشي.
تحول هنا دور باكو من مجرد كائن يبعد الأرواح الشريرة إلى كائن قادر على طرد الكوابيس.
وصف باكو في اليابان بأنه مخلوق هجين يتألف من جسد دب، وجذع فيل، ومخالب نمر، وذيل ثور، وآذان أو عيون وحيد القرن.
باكو وآكل الأحلام
تغيرت وصفات باكو على مر السنوات.
في الأساطير الصينية القديمة، كان “مو” حيوانًا يُصطاد من أجل جلده، حيث كان يستخدم كتميمة لحماية حامله من الأرواح الشريرة.
ومع مرور الوقت، لم يعد الجلد ضروريًا، وأصبح من الشائع استخدام صورة الوحش لدرء الأرواح الشريرة.
استخدام باكو كتميمة
عندما انتقلت أسطورة باكو إلى اليابان، أصبح يُعرف بآكل الأحلام. تطورت الممارسات لاستخدام التمائم لدرء الكوابيس، واستمرت هذه المعتقدات حتى يومنا هذا.
في العشرينات من القرن العشرين، كان من الشائع أن ينام الأطفال في اليابان مع تميمة باكو بجانب سريرهم.
وعندما يعانون من كابوس، يُنصحون بالاستيقاظ وتكرار العبارة التالية ثلاث مرات: “باكو سان، تعال كل حلمي”.
وعند تكرار هذه العبارة، كان يُعتقد أن باكو يدخل غرفة الطفل ويتناول الكابوس، مما يسمح له بالعودة إلى النوم بسلام.
باكو في اليابان الحديثة
حتى يومنا هذا، لا يزال باكو جزءًا من الثقافة اليابانية، حيث يُستخدم كرمز للحماية من الكوابيس.
يمكن العثور على تمثيلات حديثة لباكو في الرسوم الهزلية اليابانية، وأحيانًا يُظهر في شكل يشبه التابير، الحيوان المعروف في اليابان باسم باكو أيضًا.
وقد افترض بعض الأكاديميين أن هذا المخلوق الأسطوري قد استلهم من نوع منقرض يشبه التابير الآسيوي.
إجمالاً، تظل أسطورة باكو حاضرة في الثقافات المختلفة، حيث تمثل قدرة باكو على درء الكوابيس فكرة يمكن فهمها عبر مختلف العصور والثقافات.
سيظل باكو رمزًا ثابتًا للحماية من الكوابيس، سواء كان في صورته الأسطورية أو في شكل التابير، ومن المحتمل أن يبقى كذلك لسنوات عديدة قادمة.